هل تضرب مصر سد النهضة؟ تحليل من 6 محاور يكشف ما وراء تصريحات ترامب

👁️ 505 مشاهدة

هل يمكن أن تضرب مصر سد النهضة؟ ولماذا صرّح ترامب بأن من حقها تدميره؟ ولماذا الآن تحديدًا؟

في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات متسارعة، من حرب أوكرانيا إلى الأحداث الجارية في غزة، خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مفاجئة وغريبة في مؤتمر رسمي، قائلاً إن الولايات المتحدة أخطأت بتمويل سد النهضة، وإن مصر “لديها كل الحق لتدميره إذا شاءت”.

هذه التصريحات لم تأتِ من فراغ، ولم تكن مجرد رأي شخصي. بل جاءت في توقيت حساس للغاية، وفي سياق سياسي معقد، ما يثير التساؤلات: لماذا الآن؟ وما الرسائل الحقيقية خلف هذه التصريحات؟

في الواقع، سد النهضة اليوم لم يعد يشكّل التهديد الوجودي الذي كان يُخشى منه قبل سنوات. السد قد تم ملؤه بالفعل خلال فترة فيضان كبير، ما مكّن مصر من استلام كامل حصتها من مياه النيل، بل وتوجيه الفائض إلى مفيض توشكى، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة من التخزين.

ومع وصول السد إلى أقصى سعة له تقريبًا، أصبح أي محاولة لزيادة المياه خطرًا على جسم السد نفسه. وهذا ما يعني أن مرحلة الخطر الأكبر، وهي مرحلة الملء، قد انتهت بالفعل. لم يعد السد في حد ذاته ورقة ضغط مباشرة على مصر كما كان في السابق.

لكن هذا لا ينفي استمرار وجود تهديد محتمل، خاصة إذا قررت إثيوبيا فتح بوابات السد خلال موسم فيضان دون تنسيق مسبق. في مثل هذا السيناريو، الضرر على مصر سيكون محدودًا بفضل وجود بنية تحتية مثل مفيض توشكى وسحارات السرابيوم. أما السودان، فسيكون الأكثر تضررًا، إذ قد يؤدي الأمر إلى كارثة إنسانية حقيقية.

وبينما تتغير المعطيات المائية، يبدو أن ورقة السد تحوّلت من أداة تهديد مباشر إلى ورقة تفاوض سياسي. وهنا تدخل تصريحات ترامب.

ترامب، ولأول مرة، يعترف بأن أمريكا كانت ممولًا غير مباشرًا للسد. ومع اعترافه بخطأ هذا التمويل، يحاول استخدام هذا الملف الآن لمساومة مصر على ملفات أخرى. على رأس هذه الملفات: تقليص التعاون العسكري مع الصين، وتخفيف انخراط مصر في مجموعة البريكس التي تهدد الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي.

الأخطر من ذلك، هو ما يتعلق بموقف مصر من غزة ورفضها القاطع لخطط التهجير، وضغوط إسرائيل لإقامة تحالف إقليمي جديد تحت ما يُعرف بـ”حلف إبراهيم”. ترامب يحاول أن يوحي بأنه على استعداد لدعم موقف مصر في ملف سد النهضة، لكن مقابل ثمن سياسي كبير، قد يشمل تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية المصرية.

قد يبدو الخطاب مغلفًا بحسن النية، لكنه في الواقع يحمل في طياته محاولة مقايضة صريحة: “نساعدكم في سد النهضة… وأنتم تقدمون تنازلات في ملفات أكثر حساسية”.

الرد المصري حتى الآن جاء دبلوماسيًا وهادئًا. لم تُبدِ القاهرة حماسة لأي تصعيد، ولم تندفع في تصريحات مضادة. بل تم وضع الكرة في ملعب واشنطن، في انتظار ما ستقدمه الإدارة الأمريكية، سواء بقيادة ترامب أو غيره.

ومن الجدير بالذكر أن ترامب يحاول في الفترة الأخيرة الظهور بمظهر رجل السلام، ربما في مسعى شخصي للفوز بجائزة نوبل للسلام. وتأتي تحركاته في ملفات مثل إيران، باكستان، أوكرانيا، والشرق الأوسط ضمن هذا الإطار.

في النهاية، فإن ملف سد النهضة لم يعد يشكل ورقة ابتزاز فعالة ضد مصر، خاصة بعد عبور مرحلة الخطر، وامتلاك القاهرة أدوات فنية وسياسية لإدارة الأزمة. لكن الأهم أن مصر باتت تدرك أن الصراع الحقيقي لم يكن يومًا على المياه فقط، بل على القرار السيادي والسياسة المستقلة.


📌 لو عجبك التحليل، شاركه علشان يوصل لأكبر عدد ممكن، وانتظر المقال القادم اللي هنكشف فيه تفاصيل خطة التهجير الجديدة لغزة، ولماذا أصبحت مصر هدفًا مباشرًا في هذا السيناريو.

تم نسخ الرابط بنجاح!

شاهد أيضاً

وزير الاستثمار يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا

👁️ 501 مشاهدة التقى المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية ناتانيل ليمينسكي نائب رئيس حكومة …